الخميس، 17 نوفمبر 2011

قصص فارقة ( 6 ) سـر السعـادة


يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه
لكي يتعلم لدى أحكم رجل في العالم



مشى الفتى أربعين يوما
حتى وصل إلى قصر جميل على قمة جبل
فيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه


وعندما وصل
وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيرا من الناس


انتظر الشاب ساعتين لحين دوره

أنصت الحكيم إلى الشاب و طلبه

ثم قال له : الوقت لا يتسع الآن

وطلب منه
أن يقوم بجولة داخل القصر
ويعود لمقابلته بعد ساعتين


وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى
ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت :

امسك بهذه الملعقة في يدك
طوال جولتك
وحــــــــاذر
أن ينسكب منها الزيت .


أخذ الفتى يصعد سلالم القصر
 ويهبط مثبتاً عينيه على الملعقة 

ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله :

هل رأيت السجاد الفارسي
 في غرفة الطعام ؟

الحديقة الجميلة ؟ 

وهل استوقفتك المجلدات الجميلة
في مكتبتي ؟ 




ارتبك الفتى واعترف له
بأنه لم يرَ شيئا 


فقد كان همه الأول
ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة 


فقال الحكيم :

ارجع وتعرف على معالم القصر
فلا يمكنك أن تعتمد على شخص
لا يعرف البيت الذي يسكن فيه !


عاد الفتى يتجول في القصر
منتبها إلى
الروائع الفنية المعلقة على الجدران

شاهد الحديقة
 والزهور الجميلة

وعندما رجع إلى الحكيم
قص عليه بالتفصيل ما رأى 

فسأله الحكيم :

ولكن أين قطرتي الزيت
اللتان عهدت بهما إليك ؟ 


نظر الفتى إلى الملعقة
فلاحظ أنهما انسكبتا !!


فقال له الحكيم :

تلك هي النصيحة
التي أستطيع أن أسديها إليك


سر السعادة
سر السعادة
سر السعادة

هو أن ترى روائع الدنيا
وتستمتع بها
دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت.



فهم الفتى مغزى القصة
و هو لكم إهـــــــــداء
فالسعـــــــــادة
حاصل ضرب التوازن بين الأشياء

وقطرتا الزيت
هما الستر والصحة

فهما
التوليفة الناجحة ضد التعاسة.

أشعنا السر
و ظل من يطبق العمل

قصة غير
صباح و مساء الخير
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.