السبت، 16 يونيو 2012

إستـــراحـة


ليس ألذ في أحاديث الناس من قصة

وليس أمتع فيما يقرأ الناس من قصة

 

والعقول قد تخمد من تعب ويكاد يغلبها النوم

 حتى إذا قلت قصة !

ذهب النوم واستيقظت العقول وأرهفت الآذان

 






الأديــب والــعالم الفــيزيائي
 الدكتــــور أحمد زكي

قصص فارقة ( 23 ) نام عندما تعصف الرياح‎

منذ سنوات عدة
كان لأحد ملاك الأرض الزراعية
 مزرعة تقع بجوار الشاطئ


وكان كثيرًا ما يعلن عن حاجته لعمّال
ولكن معظم الناس
 كانوا يترددون في قبول العمل
فى مزرعة بجوار الشاطئ !



لأنهم كانوا يخشون العواصف
 التي كانت تعربد
عبر البحر الهائج الأمواج
وتصب الدمار على المباني والمحاصيل .




 
ولذلك عندما كان المالك يجري مقابلات
لاٍختيار متقدمين للعمل
كان يُواجه في النهاية
 برفضهم العمل .

 
وأخيــــــــــــــــــــرًا

 
اقترب رجل قصير ونحيف
  متوسط العمر
قال له المالك :



هل أنت يد عاملة جيدة
في مجال الزراعة ؟
فأجاب الرجل نحيف الجسم قائلا :


نعم .
فأنا الذي ينام عندما تعصف الرياح !



ومع أنّ مالك المزرعة
تحيّر من هذه الإجابة إلا أنه قبِلَ أن يعينه
بسبب شدة يأسه من وجود عمال آخرين
يقبلون العمل في مزرعته ..


 
أخذ الرجل النحيف
يعمل عملا جيدًا في المزرعة
وكان طيلة الوقت مشغولا
من الفجروحتى غروب الشمس

وأحس المالك
بالرضى عن عمل الرجل النحيف .

 
وفي إحدى الليالي
عصفت الرياح
 بل زمجرت عالياً من ناحية الشاطئ


 
فقفز المالك منزعجًا من الفراش
ثم أخذ بطارية وإندفع بسرعة
إلى الحجرة التي ينام فيها الرجل النحيف
الذي عيّنه للعمل عنده في المزرعة


 
 راح يهزُّ
الرجل النحيف وهو يصرخ بصوت عالٍ :


اٍستيقـــــــــــــــــظ
فهناك عاصفة آتية

 
قم
ثبِّت كل شيء واربطه
 قبل أن تطيِّره الرياح  .

 
اٍستدار الرجل صغير الحجم
مبتعداً في فراشه
وقال في حزم :

لا يا سيِّدي .
فقد سبق وقلت لك :
 أنا الذي ينام
عندما تعصف الرياح !

اٍستشاط المالك غضبًا
 من ردة فعل الرجل
و خطر له
أن يطلق عليه النار في التو واللحظة




ولكنه بدلا من أن يضيع الوقت
خرج عاجلا خارج المنزل
ليستعد لمجابهة العاصفة وحده


ويالدهشته
عندما اكتشف أن كل الحظائر
 مغطاة بمشمّعات


والبقر في الحظيرة 
 والطيور في أعشاشها
والأبواب عليها أسياخ حديدية
وجميع النوافذ محكمة الإغلاق
وكل شيء
مربوط جيداً
ولا شيء يمكن أن يطير




حينـــــذاك !
فهم المالك
ما الذي كان يعنيه الرجل العامل لديه


وعاد هو نفسه
إلى فراشه لينام بينما الرياح تعصف .



همسة
الختام





ثق تمامًا
أنه عندما تستعد جيدًا
فلن يكون هناك شيئًا تخشاه

وتستطيع أن تنام في عين العاصفة
دونًا عن كل الأنام

أعدت سردها
مع دافئات المنى
منال محمد