الجمعة، 24 أغسطس 2018

قصة فارقة 85 الصدق ..وموقف الخلق !

تقول الأسطورة أن الصدق والكذب التقيا من غير ميعاد. فنادى الكذب على الصدق قائلا: "اليوم طقس جميل ". 
نظر الصدق حوله ، نظر إلى السماء ، وكان حقا الطقس جميلا.

قضيا معا بعض الوقت، حتى وصلا إلى بحيرة ماء.
أنزل الكذب يده في الماء ثم نظر للصدق وقال:
" الماء دافئ وجيد " ، وإذا أردت يمكننا أن نسبح معا ؟

ويا للغرابة كان الكذب محقا هذه المرة أيضا ، فقد وضع الصدق يده في الماء ووجده دافئا وجيدا. 

قاموا بالسباحة بعض الوقت، وفجأة خرج الكذب من الماء
ثم ارتدى ثياب الصدق وولى هاربا واختفى !






خرج الصدق من الماء غاضبا عاريا ، وبدأ يركض في جميع الاتجاهات بحثا 
عن الكذب لاسترداد ملابسه.

العالم الذي رأى الصدق عاريا
أدار نظره من الخجل والعار.


والصدق المسكين من شدة خجله من نظرة الناس إليه 
عاد إلى البحيرة واختفى هناك إلى الأبد.

ومنذ ذلك الحين .. 
يتجول الكذب في كل العالم لابسا ثياب الصدق ، محققا كل رغبات العالم.
والعالم لا يريد بأية حال أن يرى الصدق عاريا !





الثلاثاء، 6 مارس 2018

قصة فارقة (75) السلف الصالح ورحمة الله


 كان لأبي حنيفة جار سكير فاسد
نصحه حتى تعب من كثر نصحه.. فتركه..
وذات يوم طرقت الباب زوجة السكير
تدعو أبا حنيفة للصلاة على زوجها السكير
فرفض !

وفي منامه جاءه السكير وهو يتمشى في بساتين الجنة 
ويقول : "قولوا لأبي حنيفة :
الحمد لله أن الجنة لم تجعل بيده!"

و لما أفاق 
سأل زوجته عن حال ذلك الزوج فقالت: 
هو ماتعرف عنه، غير أنه كان في كل يوم جمعة يطعم أيتام الحي، ويمسح على رؤوسهم، ويبكي ويقول:
 ادعوا لعمكم ؛ فلعلها كانت دعوة أحدهم...
فندم أبو حنيفة أشد الندم ..




إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى مايكون بينه وبينها إلا ذراع
 فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.
لا تسبوا أصحاب المعاصي ولاتحتقروهم، 
فإنما نحيا بستر الله ولو كشف الله سترنا لفضحنا.


هذا والله أعلم


وأجل وأرحم

الخميس، 4 يناير 2018

بين المنع والعطاء ..وحسابنا في الآخرة ! (قصة فارقة 65)



سأل أحد التلاميذ شيخه عن الحساب في الآخرة !
فقام الشيخ من مكانه ووزع على طلابه شيئاً من المال
 فأعطى الأول 100 ليرة 
والثاني 75 ليرة
والثالث 60 ليرة 
والرابع 50 ليرة
والخامس 25 ليرة 
والسادس 10 ليرات
والسابع 5 ليرات

وأعطى الولد الذي سأله ليرة واحدة !!
شعر الولد بالتعاسة واغتم كثيراً لأن شيخه آثر رفاقه عليه.

ابتسم الشيخ للولد وقال للجميع : 
" يجب أن تنفقوا ما أعطيتكم قبل يوم السبت وسيكون اجتماعنا يوم السبت في الفرن المجاور.

في صباح يوم السبت 
تحلق الطلاب حول الفرن بعد أن أوقده الفرّان 
بانتظار وصول الشيخ .
أقبل الشيخ مسرعاً وطلب من الطلاب الصعود فوق بيت النار واحداً واحداً ليخبره كل واحد ماذا فعل بالمبلغ الذي أعطاه إياه.
صعد صاحب المئة ليره إلى سطح بيت النار وبالكاد استطاع الوقوف وأخذ يرفع رجلاً وينزل أخرى من شدة حرارة الأرض تحته ، وقال : 
"اشتريت بخمسة ليرات سكر وبعشرة ليرات شاي وبعشرة وبعشرين ليرة عنب وبخمسة عشر ليرة خبز ..."
 وهكذا أخذ يسرد ما اشترى بالمال وهو يرفع رجلاً وينزل أخرى ولم ينتهِ إلا بعد أن تورمت قدماه وكاد يلفظ أنفاسه من شدة الحرارة والعطش.
صعد الثاني وفعل مثل الأول ،ثم صعد الثالث ثم الرابع وهكذا ....
حتى جاء دور الولد الذي أخذ ليرة واحدة 
فصعد مسرعاً إلى ظهر الفرن وقال: "اشتريت ربطة بقدونس بليرة." ونزل من فوق الفرن

ووقف أمام الشيخ منتشياً بينما كان الباقي بين جالس ينفخ على قدميه وآخر يبردهما بالماء. 

توجه الشيخ نحو الولد بجانبه وقال : " يا أولادي هذا مشهد مصغر عن يوم الحساب ، فكل إنسان سيُسأل على قدر ما أعطاه الله."




سُرّ الولد الذي سأل الشيخ وعلم أن شيخه لم يكن ليفضل رفاقه عليه. ولله جل وعلى المثل الأعلى.