الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

قصص فارقة ( 10 ) سقـطَ منـك شـيء !




ارتطم شاب يسوق درّاجة بإمرأة عجوز

 وبدلاً من أن يعتذر منها

ويساعدها على النهوض من الأرض
أخذ يضحك عليها !



وما إن همّ بالمسير
  حتى نادته العجوز قائلة :



 لقد سقط منك شيئاً . .



 فعاد الشاب مسرعاً
وأخذ يبحث  في جيوبهِ و على الأرض
 فلم يجد شيئًا !؟


فقالت له العجوز : 
لا تبحث كثيراً

مروءتك
قد سقطت



و لن تجدها ابـدًا .


إنتهت الحكاية
و ذلك الموقف

و سيظل للأبـــد
الأسى و الأسف

 ماهو بالضبط الذي حدا بشاب
كله قوة و فتوة !؟؟
ليسلك مثل هذا السلوك
مع سيدة كبيرة عجوز



أهي التربية
أهي الامبالاة و إنعدام الضمير و المسئؤولية


الشباب
جيل اليوم
النشىء .. كل النشىء
 صورة مزدوجة

لـماضيهم و ذويهم
و طرق التربية التي نشئتم و أنشئتم عليها

و لجيل قادم !
( الله يستر منه )
  
إن كان مثل ذاك الشاب المستهتر
من سيكون من ضمن آبائه و مربوه

أصلح الله حالكم و ذراريكم
و جميع أوقاتكم
طبتـ منال محمد ــــــــتم



قصص فارقة ( 9 ) ماذا يفعل من لا يملك باب !!؟








 





في حجرة صغيرة
فوق أسطح أحد المنازل


عاشت الأرملة الفقيرة
مع طفلها الصغير
حياة متواضعة في ظروف صعبة


إلا أن هذه الأسرة الصغيرة
 كانت تتميز بنعمة الرضا
و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى






لكن أكثر ما كان يزعج الأم
هـــــــــــــــــــو
 سقوط الأمطار في فصل الشتاء


فالغرفة عبارة عن أربعة جدران
 بها باب خشبي
غير أنه .. ليس لها سقف ! 



كان قد مر على الطفل أربع سنوات
 منذ ولادته
لم تتعرض المدينة خلالها إلا
لزخات قليلة و ضعيفة من المطر


إلا أنه ذات يوم
تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة
 بالسحب الداكنة


و مع ساعات الليل الأولى
هطل المطر بغزارة على المدينة كلها



 



احتمى الجميع في منازلهم
أما الأرملة و الطفل
فكان عليهم مواجهة موقف عصيب



نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة
و اندسّ في أحضانها


لكن جسد الأم
مع ثيابها
كان غارقًا في البلل


أسرعت الأم إلى باب الغرفة
فخلعته
بما بث ربي بها من قوة

 و وضعته
مائلاً على أحد الجدران


و خبأت طفلها
 خلف الباب
 لتحجب عنه سيل المطر المنهمر .



فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة
و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا
و قال لأمه :

" ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء
الذين ليس عندهم باب
 حين يسقط عليهم المطر ؟! "





لقد أحس الصغير في هذه اللحظة
أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء
ففي بيتهم بــــــــــــــــــــاب !


إنتهت الحكاية
و أبتـــــــدأ موسم الشتــاء
و هاهو يتوالى الزخ
بلطف و بعنف

أحكموا إغلاق أبوابكم
و النوافذ
و أحمداوا الله
على نعمه التي لا تعد




الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

قصص فارقة ( 8 ) من كتاب حديث القمر للرافعي ( الضبع و المرآة )


قيل أن قومًا ترحلوا
عن بـعـضِ منـازلهـم

فكـان من أنـسأهم
( مـرآة صـقـيـلة )
 كأنها وجه المليحـة
التـي نسـيـتها !




فمـرت بها ضبع كـأشأم ماخـلق الله
( قـُبح طلعـة .. وجهامة منـظر )


حـتى كأن في وجهـهـا
 تـاريخ الجـيف التي أغـتذت بها

فوقتْ عليها
تعجبُ من إشراقها و سنائها

و ماكادت تنظرُ فيها
حتى راعها وجهها
 و لا عهد لها برؤيته من قبل



لأن الله رحيم


و من رحمتهِ
أن لا تعرف الوحوش أنها وحوش
و أن لا تجد أسباب هذهِ المعرفـة

فأنقبضـت الضبع
و زوتْ و جهها و قالت :


من شرٍ ما ! أطرحك أهلك
أيتها المرآة.





أقصوصة جميلة معبرة
حررتها من رائعة الرافعي -رحمه الله-
حديث القمر


لأرواحكم نسمات عطر
منال محمد

السبت، 26 نوفمبر 2011

قصص فارقة ( 7 ) تـلك مـن ستـفتـح لي البـاب

زوجان في الصباح التالي لعرسهما
أن لا يفتحا الباب لأي زائر كان

و بالفعل

جاء أهل الزوج يطرقون الباب
ونظر كل من الزوجين لبعضهما
نظرة تصميم لتنفيذ الإتفاق
ولم يفتحا الباب

لم يمض إلا قليل
حتى جاء أهل الزوجة يطرقون الباب
فنظر الزوج إلى زوجته
فإذا بها تذرف الدوع و تقول :

والله لا يهون علي أن يقف أبوايّ
أمام الباب ولا أفتح لهما.


سكت الزوج
و أسرها في نفسه
و فتحت لأبويها الباب

مضت السنين
وقد رزقوا بأربع أولاد





وكانت خامستهم طفلة
فرح بها الأب فرحا شديدا
و استبـشر وذبح الذبائح

فسأله الناس متعجبين
من فرحته تلك
التي غلب فرحته بأولاده الذكور
فأجاب ببساطة
تلك من ستـفتح لي الـبـاب .

رزقكم ربي ذرية طيبة
إنتهت الحكاية

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

تمتـمة من وحي قصة ( الصداقة .. قصة حلوة حلوة )




أنس الصداقة
و ظلهـــــــــــا



تبادلا مرة محافظ النقود
فتش محفظته وعبث بمحفظة رفيقه



كان يقرأ قصاصات الأوراق الكثيرة
 التي تملأ المحفظة


قرأ إحداهن
و أمتلأ وجهه دهشة
 
سأله : ماهذا
!
لم تكن الورقة سوى
إيصالا لجمعية إنسانيه بإسم رفيقهِ !



تابع متساؤلا :
 كفالة يتيم .. لم هي بإسمي ؟

رد و قد إنتبه
كفلت يتيما عنك


منذ


منذ عامين .


ولم فعلت ؟!؟


أجاب إجابه
ماأستطاع صديقه أن يعقب عليها  

أخشى عليك من النار .

ترقرقت عينا الصديق بالدمع
و صمت الآخر





كيف فكر هذا الرجل
و أي صديق يفعل مثل ذلك لصديقهِ





هل لي بمساحة
للإعتراف  و الفضفة





أقر أني مقصرة
في حق ( رفيقات قلبي )


أنا متْ مرة !
يوم فارقت صويحباتي
و سافر معظمهنّ مع ذويهنّ
 أيام الأزمة ( أزمة الخليج )
 يوم كنت طفلة

و أخشى أن أموت أخرى
إن أبتعدنا الآن أحياء
مجــــــــــددا !

لذا تجدنني من آن لآن
أجرب أن أنسلخ .. أحاول التملص


 أتعمد البعد



و أقلق من ضحكة
لا يستخرجها سواكنّ !
من عمق القلب



لا تفكرنّ في شرٍ ابدًا ابدًا
لا يطري ببالكنّ أي بعد




فهو سيطالنا لا محالة



و سيغيب ظلي و أنا
مالنا من ذلك بُــد






محبتكنّ للأبد
 منال محمد 


الخميس، 17 نوفمبر 2011

قصص فارقة ( 6 ) سـر السعـادة


يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه
لكي يتعلم لدى أحكم رجل في العالم



مشى الفتى أربعين يوما
حتى وصل إلى قصر جميل على قمة جبل
فيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه


وعندما وصل
وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيرا من الناس


انتظر الشاب ساعتين لحين دوره

أنصت الحكيم إلى الشاب و طلبه

ثم قال له : الوقت لا يتسع الآن

وطلب منه
أن يقوم بجولة داخل القصر
ويعود لمقابلته بعد ساعتين


وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى
ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت :

امسك بهذه الملعقة في يدك
طوال جولتك
وحــــــــاذر
أن ينسكب منها الزيت .


أخذ الفتى يصعد سلالم القصر
 ويهبط مثبتاً عينيه على الملعقة 

ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله :

هل رأيت السجاد الفارسي
 في غرفة الطعام ؟

الحديقة الجميلة ؟ 

وهل استوقفتك المجلدات الجميلة
في مكتبتي ؟ 




ارتبك الفتى واعترف له
بأنه لم يرَ شيئا 


فقد كان همه الأول
ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة 


فقال الحكيم :

ارجع وتعرف على معالم القصر
فلا يمكنك أن تعتمد على شخص
لا يعرف البيت الذي يسكن فيه !


عاد الفتى يتجول في القصر
منتبها إلى
الروائع الفنية المعلقة على الجدران

شاهد الحديقة
 والزهور الجميلة

وعندما رجع إلى الحكيم
قص عليه بالتفصيل ما رأى 

فسأله الحكيم :

ولكن أين قطرتي الزيت
اللتان عهدت بهما إليك ؟ 


نظر الفتى إلى الملعقة
فلاحظ أنهما انسكبتا !!


فقال له الحكيم :

تلك هي النصيحة
التي أستطيع أن أسديها إليك


سر السعادة
سر السعادة
سر السعادة

هو أن ترى روائع الدنيا
وتستمتع بها
دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت.



فهم الفتى مغزى القصة
و هو لكم إهـــــــــداء
فالسعـــــــــادة
حاصل ضرب التوازن بين الأشياء

وقطرتا الزيت
هما الستر والصحة

فهما
التوليفة الناجحة ضد التعاسة.

أشعنا السر
و ظل من يطبق العمل

قصة غير
صباح و مساء الخير