الاثنين، 28 مايو 2012

قصص فارقة ( 22 ) الموظف الجديد

أحد المتفوقين من الخريجين الجدد
تقدم  لوظيفة في شركة كبرى

وبعد أداء جيد في المقابلة الشخصية
 سأله المدير الذي يجري المقابلات 
هل كنت تدرس على حساب أبيك؟
فأجاب:
أبي توفي عندما كنت في السنة الأولى من عمري
وأمي هي التي أنفقت علي
 إنها تغسل الثياب للناس لتكسب بعض النقود

فكّر المدير المخضرم قليلا
 ثم قال:
أرني كفيك!

فأراه إياهما
متعجبًا
كفان ناعمتان رقيقتان
فسأله المدير:
هل ساعدت والدتك
في غسيل الملابس قط ؟!
رد فورًا
أبـــــــــدا
أمي تريدني دائما أن أذاكر وأتفوق
 لأحصل على وظيفة محترمة
قال المدير:

لي عندك طلب صغير
إذهب إلى البيت واغسل يدي والدتك
ثم عد للقائي غدا صباحا.

حينها
 أحس أن فرصته لنيل الوظيفة
 أصبحت وشيكة 
ذهب إلى المنزل
وطلب من والدته أن تدعه يغسل يديها
وأظهر لها تفاؤله بنيل الوظيفة
شعرت الأم بسعادة لهذا الخبر
لكنها أحست بغرابة ومشاعر مختلطة لطلبه
 ومع ذلك سلمته يديها

بدأ بغسل يديها
فكانت المرة الأولى التي يلحظ فيها
 كم كانت يداها مجعدتين





ولاحظ فيهما
بعض الخدوش والشقوق
والتي كانت تؤلمها حين يلامسها الماء
 
فأدرك لأول مرة
 أن هاتين الكفين
دفعتا ثمنا كبيرا من أجل تخرجه وتفوقه
فأحس دموعه تتساقط رغما عنه.

وبعد ذلك
 قام بهدوء
بغسل كل ما تبقى من الملابس عنها
وفي الصباح
توجه إلى الشركة
 بقلب أرق .. ولسان أدق
فسأله المدير:
ماذا فعلت ؟
أجاب
لقد غسلت يديّ والدتي
 وقمت أيضًا بغسيل الثياب المتبقية
 عنها .
وماذا تعلمت؟
أدركت معنى العرفان بالجميل
فلولا الله
ثم جهود أمي لم أكن الآن أمامك 
وأدركت أن القيام بأي عمل
 هو شاق ومجهد
ثم أدركت أهمية وقيمة العائلة
 وضرورة العمل في فريق
عندها قال المدير:

هذا ما أبحث عنه
 فيمن أمنحه هذه الوظيفة

أن يكون شخصا
يقدر عمل الآخرين 
 لقد تم توظيفك يا بني .



تمت القصة
وبقي التعقيب التربوي الأهم
كما وصل
مع الشكر

طفلك
ابنك أو بنتك
الذي تتم حمايته وتدليله
 وتعويده على الحصول على كل ما يريد
 ينشأ على (عقلية الإستحقاق )

ويضع نفسه ورغباته قبل كل شيء
ينشأ
جاهلا بجهد أبويه
وحين ينخرط
في قطاع العمل والوظيفة
فإنه يتوقع من الجميع
 أن يستمع إليه
وحين يتولى الإدارة
فإنه لن يشعر بمعاناة موظفيه
ويعتاد على لوم الآخرين
لأي فشل يواجهه

هذا النوع من الناس
قد يكون متفوقا أكاديميا
ويحقق نجاحات لا بأس بها
لكنه يفتقر الإحساس بالإنجاز
قد تراه متذمرا
وربما متصفا بالكراهية 
وربما يؤذي غيره
من أجل المزيد من نجاحاته

 فإذا كان هذا النوع من الأولاد نربي
فماذا نحصد؟
 
عندما تقوم بعمل سهل كغسل السيارة مثلا
 دعه يساعدك
أو يقوم بذلك وحده 
عندما ينتهي ولدك من الأكل
 دعه يغسل طبقه

لأنك تحب أولادك بطريقة صحيحة
وتريدهم أن يدركوا
أنه سيأتي عليهم اليوم
الذي سيدخلون فيه سوق العمل
والأهم من ذلك
أن يتعلموا العرفان بالجميل

ويجربوا صعوبة العمل
 ويدركوا
أهمية العمل مع الآخرين
ويكتشفوا
أفضل ما في انفسهم

حتى يستعدوا للحياة
ويتعلموا شكر الآخرين واحترامهم.

ماظل عندي
بعد عرض ماجاء هنا
إلا أرق المنى