الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

قصص فارقة ( 15 ) الرجل والباذنجانة ( قصة حلوة عن العفة )

قال الشيخ علي الطنطاوي
( رحمه الله ) في مذكراته




في دمشق مسجد كبير اسمه
 جامع التوبة
وهو جامع مبارك فيه أنس وجمال


سمي بجامع التوبة
لأنه كان خاناً ترتكب فيه أنواع المعاصي
فاشتراه أحد الملوك في القرن السابع الهجري
وهدمه وبناه مسجداً.



وكان فيه منذ نحو سبعين سنة
شيخ مربي عالم عامل
اسمه الشيخ سليم السيوطي



وكان أهل الحي
يثقون به ويرجعون إليه
في أمور دينهم وأمور دنياهم



وكان هناك تلميذ مضرب المثل
في فقره وفي إبائه وعزة نفسه
وكان يسكن في غرفة المسجد.


مرّ عليه يومان لم يأكل شيئاً
وليس عنده ما يطعمه
ولا ما يشتري به طعاماً


فلما جاء اليوم الثالث
أحس كأنه مشرف على الموت
وفكر ماذا يصنع !؟؟



فرأى أنه بلغ حدّ الاضطرار
الذي يجوز له أكل الميتة أو السرقة
بمقدار الحاجة
وآثر أن يسرق ما يقيم صلبه.


يقول الطنطاوي رحمه الله :


وهذه القصة واقعة
أعرف أشخاصها وأعرف تفاصيلها


وأروي مافعل الرجل
ولا أحكم بفعله أنه خير أو شر
أو أنه جائز أو ممنوع.



وكان المسجد في حيّ من الأحياء القديمة
والبيوت فيها متلاصقة والسطوح متصلة



يستطيع المرء أن ينتقل
من أول الحي إلى آخره
مشياً على السطـــــــوح


فصعد إلى سطح المسجد
وانتقل منه إلى الدار التي تليه
فلمح بها نساء
فغض من بصره وابتعد

ونظــــــــــر
فرأى إلى جانبها داراً خالية
وشمّ رائحة الطبخ تصدر منها


فأحس من جوعه لما شمها
كأنها مغناطيس تجذبه إليها


وكانت الدور من طبقة واحدة
فقفز قفزتين
من السطح إلى الشرفة
فصار في الدار


وأسرع إلى المطبخ
فكشف غطاء القدر فرأى بها
باذنجاناً محشواً

فأخذ واحدة
ولم يبال من شدة الجوع بسخونتها



عض منها عضة ..
فما كاد يبتلعها
حتى ارتدّ إليه عقله ودينه
وقال لنفسه :


أعـــوذ بالله
أنا طالب علم مقيم في المسجد
ثم أقتحم المنازل وأسرق ما فيها 


وكبر عليه ما فعل
وندم واستغفر

وردّ الباذنجانة
وعاد من حيث جاء


فنزل إلى المسجد وقعد في حلقة الشيخ
وهو لا يكاد من شدة الجوع
يفهم ما يسمع


فلما انقضى الدرس وانصرف الناس
جاءت امرأة مستترة


وقال له: هل أنت متزوج ؟

قال: لا.

قال: هل تريد الزواج ؟
فسكت
فقال له الشيخ:
قل هل تريد الزواج ؟


قال: يا سيدي
ما عندي ثمن رغيف والله
فلماذا أتزوج ؟


قال الشيخ:
 إن هذه المرأة خبرتني أن زوجها
 توفي وأنها غريبة عن هذا البلد
ليس لها فيه ولا في الدنيا إلا
عم عجوز فقير وقد جاءت به معها


- وأشار إليه قاعداً في ركن الحلقة -


وقد ورثت دار زوجها ومعاشه
وهي تحب أن تجد رجلاً يتزوجها
على سنة الله ورسوله
 لئلا تبقى منفردة
فيطمع فيها الأشرار وأولاد الحرام

فهل تريد أن تتزوج بها ؟




 وسألها الشيخ : هل تقبلين به زوجاً ؟
قالت: نعم.


فدعا بعمها ودعا بشاهدين
وعقد العقد

 ودفع المهر عن التلميذ
وقال له:


خذ بيدها


وأخذت بيده فقادته إلى بيته
فلما دخلته كشفت عن وجهها
فرأى شباباً وجمالاً
ورأى البيت !!! هو البيت الذي نزله


وسألته: هل تأكل ؟
قال: نعم



فكشفت غطاء القدر
فرأت الباذنجانة ..

فقالت:
عجباً من دخل الدار فعضها؟!

فبكى الرجل
وقص عليها الخبر

فقالت له: هذه ثمرة الأمانة

عففت عن الباذنجانة الحرام
فأعطاك الله
الدار كلها وصاحبتها بالحلال.



رحم الله شيخنا الجليل
الأب الرحيم علي الطنطاوي



ورحم ربي
كل من عفّ وأستعف


صان الله سمعكم و بصركم و جوارحكم
عن كل ذنب


منال محمد
صافي الود



الاثنين، 26 ديسمبر 2011

إستـــراحــــة



القــــــــــرآن الكريم
نزل بأسلوب القـصص





والقصـص
هـي أعظـم أسـلوب
للتغـيير والتـأثـيـر


الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

قصص فارقة ( 14 ) حقيقة وجود الله ( بين زبون وحلاق )



ذهب رجل إلى الحلاق
لكي يحلق له شعر رأسه ويهذب له لحيته




وما أن بدأ الحلاق عمله
في حلاقة رأس هذا الرجل
حتى بدأ بالحديث معه في أمور كثيرة
إلى أن تطرق الحديث حول


حقيقة وجــــــود الله

قال الحلاق :
أنا لا أؤمن بوجود الله

قال الزبون :
لماذا تقول ذلك ؟

قال الحلاق : حسنًـا ..
مجرد أن تنزل إلى الشارع

لتدرك بأن الله غير موجود


قل لي :
إذا كان الله موجودا
هل ترى أناسا مرضى ؟


و إذا كان الله موجودا
هل ترى هذه الأعداد الغفيرة
من الأطفال المشردين ؟

طبعا إذاكان الله موجودا فلن ترى
مثل هذه الآلام والمعاناة

أنا لا أستطيع أن أتصور
كيف يسمح ذلك الإله الرحيم بمثل هذه الأمور.

فكر الزبون للحظات
لكنه لم يرد على كلام الحلاق
حتى لا يحتد النقاش ..

وبعد أن انتهى الحلاق
من عمله مع الزبون

خرج الزبون إلى الشارع
فشاهدرجل طويل شعر الرأس مثل الليف
طويل اللحية قذر المنظر أشعث أغبر


فرجع الزبون فورا
إلى صالون الحلاقة


قال الزبون للحلاق
هل تعلم بأنه لا يوجد حلاق أبدا

قال الحلاق متعجبا :

كيف تقول ذلك !
أنا هنا وقد حلقت لك الآن

قال الزبون:

لو كان هناك حلاقين
لما وجدت مثل هذا الرجل

قال الحلاق:

بل الحلاقين موجودين
وإنما حدث مثل هذا الذي تراه

عندما لا يأتي هؤلاءالناس لي
لكي أحلق لهم


قال الزبون:

وهذا بالضبط بالنسبة إلى الله

فـــــــالله موجــود

ولكن يحدث ذلك
عندما لا يذهب الناس إليه عند حاجتهم

ولذلك ترى
الآلام والمعاناة في العالم .

لانحتاج دائما إلى خلفية دينية أو تاريخية
لنناظر و نجادل
ونثبت حقيقة أن الله جلا في علاه
مع من قصده ودعاه




أحيانا حتى البسطاء
يستطيعوا أن يفحموا ألدّ الخصوم والأعداء
لأن الله ببساطة أستوطن في وجدانهم وحواسهم
ولأنهم أستحضروه وأستشعروا نفحات عطاه ورضاه
في كل هذهِ الحياة

قولوا
لاإله إلا الله

قصة منتقاة
منال محمد





Every night & every day
never forget to say

لا إله إلا اللــــــــــــه






لا إله إلا اللــــــــــــه

None has the right
to be worshiped but ALLah




 

الأحد، 11 ديسمبر 2011

قصص فارقة ( 13 ) النصيحة بجمـل

يحكى أن أحدهم ضاقت به سبل العيش
فسئم الحياة وقرر أن يهيم على وجهه
 في بلاد الله الواسعة

ترك بيته وأهله وغادر المنطقة
 متجهاً نحو الشرق
وسار طويلاً وقادته الخطى إلى بيت
 أحد الأجواد الذي رحّب به وأكرم وفادته


وبعد انقضاء أيام الضيافة
 سأله عن غايته فأخبره بها
فقال له المضيف :

ما رأيك أن تعمل عندي
على أن أعطيك ما يرضيك


ولما كان صاحبنا بحاجة إلى مكان
 يأوي إليـه وإلى عملٍ يعمل فيه
اتفق معه على ذلك .


وعمل الرجل عند مضيفه
 أحياناً يرعى الإبل
وأحياناً أخرى يعمل في مضافته
يعدّ القهوة ويقدمها للضيوف


ودام على ذلك الحال عدة سنوات
كان الشيخ يكافئه خلالها ببعض الإبل والماشية .


ومضت عدة سنوات
اشتاق فيها الرجل لبيته وعائلته
وتاقت نفسُه إلى بلاده وإلى رؤية أهله وأبنائه

فأخبر صاحب البيت عن نيته
 في العودة إلى بلده فعزّ عليه فراقه
 لصدقه وأمانته

وأعطاه الكثير من المواشي
وبعض الإبل وودّعه
وتمنى له أن يصل إلى أهله
وهو بخير وسلامة


وسار الرجل
وبعد أن قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة
رأى شيخاً جالساً على قارعة الطريق 
ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة
 بجانب الطريق



وعندما وصل إليه حيّاه وسأله
ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي
وتحت حرّ الشمس وهجير الصحراء ؟

فقال له : أنا أعمل في التجارة .


 
فعجب الرجل وقال له :

وما هي تجارتك يا هذا
وأين بضاعتك ؟!!

فقال له الشيخ : أنا أبيع نصائح .


فقال الرجل : تبيع نصائح !!
 وبكم النصيحة ؟


فقال الشيخ : كلّ نصيحة
بجمل .


فأطرق الرجل مفكراً في النصيحة
وفي ثمنها الباهظ
الذي عمل طويلاً من أجل الحصول عليه

ولكنه في النهاية
قرر أن يشتري نصيحة مهما كلفه الأمر

فقال له :
هات لي نصيحة
وسأعطيك جملاً ؟


فقال له الشيخ :

" إذا طلع سهيل لا تأمَن للسيل


 ففكر الرجل في هذه النصيحة
وقال :

ما لي ولسهيل في هذه الصحراء الموحشة
وماذا تنفعني هذه النصيحة
 في هذا الوقت بالذات !

وعندما وجد أنها لا تنفعه
قال للشيخ :
هات لي نصيحة أخرى
وسأعطيك جملاً آخر .



فقال له الشيخ :

" أبو عيون بُرْق وأسنان فُرْق
لا تأمن له "


وتأمل صاحبنا هذه النصيحة أيضاً
وأدارها في فكره
 ولم يجد بها أي فائدة

فقال للشيخ :
هات النصيحة الثالثة
وسأعطيك جملاً آخر .



فقال له :
" نام على النَّدَم ولا تنام على الدم " .


ولم تكن النصيحة الثالثة
 بأفضل من سابقتيها


فترك الرجل ذلك الشيخ
وساق ما معه من مواشٍ
وسار في طريقه


وظل يسير لعدة أيام
نسي خلالها النصائح
من كثرة التعب وشدّة الحر.



وفي أحد الأيام أدركه المساء
فوصل إلى قوم قد نصبوا خيامهم ومضاربهم
 في قاع وادٍ كبير


فتعشّى عند أحدهم وباتَ عنده

وفي الليل
وبينما كان ساهراً يتأمل النجوم
شاهد نجم سُهيل

وعندما رآه الرجل
تذكّر !
النصيحة التي قالها له الشيخ
ففرّ مذعوراً

أيقظَ صاحب البيت وأخبره بقصة النصيحة
وطلب منه أن يخبر قومه
 حتى يخرجوا من قاع ذلك الوادي

ولكن المضيف
سخر منه ومن قلّة عقله
ولم يكترث له ولم يأبه لكلامه


فقال : والله لقد اشتريت النصيحة بجمل
 ولن أنام في قاع هذا الوادي .


فقرر أن يبيت على مكان مرتفع
فأخذ جاعِدَهُ ونام على مكان مرتفع
 بجانب الوادي .



وفي أواخر الليل
جاء السيل يهدر كالرعد
 فأخذ البيوت والقوم 
ولم يُبقِ سوى بعض المواشي .


وساق الرجل ما تبقى من المواشي
 وأضافها إلى مواشيه.




 
وسار في طريقه عدة أيام أخر
حتى وصل في أحد الأيام إلى
 بيت في الصحراء


فرحب به صاحب البيت
وكان رجلاً نحيفاً خفيف الحركة

وأخذ يزيد في الترحيب به
 والتذبذب إليه
حتى أوجس منه خيفة

فنظر إليه وإذا به
" ذو عيون بُرْق .. وأسنان فُرْق "


فقال : آه !
هذا الذي أوصاني عنه الشيخ 

إن به نفس المواصفات
لا ينقص منها شيء .


وفي الليل تظاهر الرجل
بأنه يريد أن يبيت خارج البيت
قريباً من مواشيه وأغنامـه 


وأخذ فراشه وجَرَّه في ناحية
ولكنه وضع حجارة تحت اللحاف


وانتحى مكاناً غير بعيد
يراقب منه حركات مضيفه

وبعد أن أيقن المضيف
 أن ضيفه قد نام
خاصة بعد أن لم يرَ حراكاً له 


أخذ يقترب منه على رؤوس أصابعه
حتى وصله
ولما لم يسمع منه أية حركة
 تأكد له أنه نائم بالفعل

فعاد وأخذ سيفه وتقدم منه ببطء
 ثــــــــــــــــم
هوى عليه بسيفه بضربه شديدة


ولكن الضيف كان يقف وراءه

فقال له : لقد اشتريت والله النصيحة بجمل
 ثم ضربه بسيفه فقتلـه



وساق ماشيته
وغاب في أعماق الصحراء .



وبعد مسيرة عدة أيام
وصل في ساعات الليل إلى منطقة أهله
فوجد مضارب قومه على حالها

فترك ماشيته خارج الحيّ
وسار ناحية بيته
ورفع الرواق ودخل البيت

 فوجد زوجته نائمة
 وبجانبها شاب طويل الشعر

فاغتاظ لذلك
ووضع يده على حسامه
وأراد أن يهوى به على رؤوس الأثنين


وفجأة
تذكر النصيحة الثالثة التي تقول  :


" نام على الندم ولا تنام على الدم "


فبردت أعصابه وهدأ قليلاً
فتركهم على حالهم 


وخرج من البيت وعاد إلى أغنامه
 ونام عندها حتى الصباح.



وبعد شروق الشمس ساق أغنامه
 واقترب من البيت
فعرفه الناس ورحبوا به



واستقبله أهل بيته وقالوا :
له لقد تركتنا منذ فترة طويلة 
انظر كيف كبر خلالها ابنك
حتى أصبح رجلاً


ونظر الرجل إلى ابنه
وإذا به ذلك الشاب الذي كان ينام بالأمس
 بجانب زوجته


فحمد الله على سلامتهم
وشكر ربه أن هداه إلى عدم قتلهم

وقال بينه وبين نفسه :


والله إن كل نصيحة أحسن من جمل.

وهكـــــــــــــــــذااا فإن النصيحة
لا تقدّر بثمن
إذا فهمناها وعملنا بها
في الوقت المناسب

يامن لا تحبون الناصحين !

لا بد و أن يعود 
زمن بذل النصح بثمن

 النصيحة بجمل
أحيانا النصيحة بـعمر

لكن
من يدرك و يفهم و يعلم

جعل ربي للحق في قلوبكم
ألق و رونق
و لين للناصحين ( آمين )

الداعية لكم بكل خير
منال محمد
السلام عليكم ورحمة الله