السبت، 10 مارس 2012

قـصص فـارقـة ( 20 ) قطـة صغـيرة ! فعلت مالايفعلـه البشـر ؟؟


يقول رواي القصة والحدث
أثابه الله :
خرجت ذات صباح
لأجد أمام الدار قطة كبيرة أنثى
وثلاثة من أبنائها
يحومون حولها ومعها

وهم من اللطف بمكان
وفيهم شقاوة فيما بينهم
وعجائب الله في خلقه لا تفنى
فالدروس لا تكمن في أفعال البشر فحسب
بل هي ظاهرة للمتأمل
في البشر والشجر والحيوان والحجر
متى ما رآها ووقف عندها وعليها
يستشف منها
ما يعلق بذهنه ويقوم أخلاقه
ويهذب نفسه

وكم من درس أخذته من غير البشر
بقي معي لا يفارق ذهني
ومنها ما أنقله لكم اليوم
هذه القطة( الأم ) أتعجب !
لمدى مراعاتها لأبنائها
لا تفارقهم وتحميهم

و لربما علق أحد أبنائها بثديها
وهي تسير في وسط الطريق
فتهوي محلها ولا تتحرك
حتى يفرغ هذا الابن من الرضاع!
ولو كان انتـظرها
حتى تتخذ مكانا مناسبا
ثم إذا بدأ يرضع منها
دنت بحنانها الذي أودعه الله فيها
فلعقت بلسانها الرطب ابنها
حتى تزيل عنه بأكرم ما فيها أدنس ما فيه
كالأم من البشر
أليست تغسل عن صغيرها أذاه
وتمسح عنه ما علق به

و والله كم يستوقفني منها
أني أجدها على جوع لا يحتمل
فأضع لها الطعام فتجري جريا شديدا
لتدرك الطعام ليسبقها عليها الأبناء الثلاثة
و لربما اجتمعوا على الصحن
فو الله لا تنهر أحدا ولا تضرب أحدا منهم
فكأنها هي التي تأكل
إذا شبعوا
والأعجب من ذلك !
ربما التقمت جائعة لقمة
فيقفز عليها أحد أبنائها
فيأخذها من وسط فمها
وقد ذاقت الطعام وأحست بلذته
فينتزعها هذا الابن من وسط فمها
فتتركها له !! على شدة جوعها!


سبحان الله
ياسبحان الله

فهذه قطة
وهي غير مكلفة ولا عقل لها
تحنو على أبنائها بهذه الصورة
فكيف بالأم الحنون
التي ملئت عقلا وإداركا
ولم نصل للدرس العظيم بعد
في مقالي هذا

وأنا عائد يوماً لأجد هذه القطط
أمام بيتي الثلاثة مع أمهم

وقفت على مشهد أثر فيّ

وكان والوقت صباحا حينها
حيث تسكن القطط فيه عادة وتنام
كما هو الحال فيما أراه منهم
ومن مثيلاتهم

وجدت الأم المسكينة قد نامت بجوار أبنائها
وهم نائمون في حضنها إلا واحدا
فعل ما أثر في ذهني كثيرا
لما وضعت الأم رأسها على يدها وغفت
من تعبٍ ظاهر
قام أحد الأبناء
والتف من خلف والدته
ثم علا رأسها

ونظر لي
إيذانا بدرس تربوي إيماني
لا ينسى

فتح فمه الصغير
ولكم أن تتخيلوا المنظر
وبدأ يمر بلسانه الرطب الصغير الوردي
على رأس أمه الأبيض
برا بها ربما
ربما وفاء للجميل
لأمرٍ خاص به ربما

يلعق رأس والدته
يزيل عن رأسها الكبير الأذى
بلسانه الصغير

ولا يزالفترة ليست قصيرة
على هذه الحال



فعجبت
أهكذا كان فعل الحيوان ؟!؟
حينما نقرأ عن رجل
يرضْ رأس والدته بين حجرين !!
حتى فارقت الدنيا
وحينما نسمع عن صفعة حارقة
من يمين شلت
على خد أم رقيق أو أب رفيق
أو سباب وشتائم
أو إلقاء في دار إيواء

هي رسالة في هذا اليوم
( وفي هذا التدوين )
من حيوان لا يعقل من حياته
إلا بطنه وشهوته


أو قل – بعبارة أجمل –
نصيحة من غير العاقل
إلى المدرك المكلف العاقل
بأن نعيدالنظر في التعامل
مع آبائنا وأمهاتنا
والرفق بهم والوفاء والبر بهم
يا من أدخلت عليهم الحزن
أدخل عليهم السرور والابتسامة
قد يكون تصرف منك تجاههما
سببا في عدم صلاح حالك
أو فساد أولادك أو كساد تجارتك
برهما سعادة
ودعائهما فلاح
والله إني لأعرف من صفع والده صفعة
فلما مات أبوه
عاش في عناء ومرض
حتى رق له الحجر والشجر
فضلا عن البشر
مسك الختام
نفح عطر من السنة والقرآن
قال الله تعالى: " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً "
وهذه وصية
من حبيبك صلى الله عليه وسلم :
" ففيهما فجاهد "


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.