الجمعة، 23 مارس 2012

قصص فارقة ( 21 ) نجمة البحروالطفلة

كانت الطفلة مع أبيها يمشيان على الشاطىء الرمليِّ
قربَ بيتهما الساحلي 
  
وكانت آثارُ العاصفةِ التي هبـّتْ ليلةَ البارحة
واضحةٌ جدًا





آلافٌ وآلافٌ من حيوانات نجم البحر
منتشرةٌ على الشاطىءِ الذهبيِّ
رمى به الموجُ العاتي بعيداً عن المياه.


البعضُ منه ميـّت
والبعضُ الآخرُ في رَمَقهِ الأخير

أخذتْ الطفلة بشكل جنوني
بيدها الرقيقة
إحدى نجماتِ البحرِ التي مازالت حيةً
 وأعادتها إلى البحر


 ثم إتجهت نحو الأخرى
ورمتها أيضا في البحر




 وبقت هكذا تُعيد ما استطاعت إلى البحر
وهي تبكي
 شفقةً على مئاتِ الآلافِ منها.
بادرها أبوها قائلا :


إبنتي العزيزة.. لن تستطيعين فِعل شيءٍ..
إن إنقاذ بعضها ( حتى لو كانت بالعشرات )
لن يُغيّر شيئاً من الواقعِ الأليمِ لهذه المأساة.!!
إستدارت البنت صوب أبيها وقالت بثقة:


قد لا يعني للعالم شيئاً
إنقاذي لهذهِ النجمةِ المسكينة


 ولكنها تعني للنجمةِ نفسها
 الشيءَ الكثير
إنها تعني
العمرَ كلهُ .. والخلاصَ كلهُ .. والدنيا كلها










الطفلة .. ونجمة البحر








هذهِ هي الطفولة
وذا أجمل مافي الأطفال


الفطرة والبراءة والطهر


العمل بلا يئسٍ أو كلل
المحاولة دون تفكيرٍ بالنتائجِ أو بالأمر


وزن ومراعاة
 مشاعر الآخر


ستظل الدنيا بخير
ماظل فيها أطفال
وقصص تروى لهم وعنهم


عذب المنى
منال محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.