الجمعة، 3 فبراير 2012

قصص فارقة ( 16 ) الرجـل والأفـعى

يحكى أنه كان هناك
رجل فقير ومعيل لأسرة

ضاقت به السبل
من أجل تحصيل لقمة العيش


الى أن اهتدى يوما إلى بئر
 ذي مياه عذبة

فقرر أن يحمل الماء منه
ليبعه في المدينة لتحصيل رزقه


خرج في اليوم الأول ومعه دابته
 فحمّلها بالماء العذب
وانطلق به إلى المدينة

استحسنه الناس ونفذ الماء بسرعة
واوصوه أن يجلب لهم
من نفس الماء في الغد


رجع إلى بيته مسرورا
وانطلق في اليوم الثاني
 ليحمل الماء


ادلى دلوه
واذا بالماء ملوث امتزج بالطين

عجب من الامر !




أمعن النظر
وإذا داخل البئر أفعـــى كبيرة
كان قد تعكر الماء من فعلتها

نادى عليها :

أنا رجل فقير
وأريد أن استرزق من هذا الماء
ولا شغل لي معك ولم ولن اؤذيكِ


ارجوكِ . لا تخبطي المياه
لأعيش أنا وأسرتي ؟


أجابت : أنا لا احب أذيتك
لكني أفعى كبيرة وأحتاج للحركة
إن لم اتحرك أموت


وبعد حديث متبادل
توصلا إلى إبرام إتفاق




ينص على أن . .

الرجل يحمل الماء يوما
بصفائه وعذوبته

ويوما للأفعى تتحرك فيه كيف تشاء
وتحرك عضلاتها كي لا تموت


واستمرت حياة الرجل
 على هذا الأساس


يـــــــوم له ويـــــــوم للأفعى

وسارت الامور على أحسن حال لسنوات
 إلى أن كبر الرجل وأراد أن يتقاعد
 ويوكل الأمر إلى الجيل الصاعد


سلم الأمر لإبنه الكبير
وأوصاه بأن يحترم الإتفاق
 مابينه وبين الأفعى


وخرج الولد
 ليتابع مسيرة والده


وبعد فتره فكر في الأمر مليا
وقال لنفسه :

البيع مربح
والناس مقبلة على الماء العذب
وأنا في عز شبابي


إيش يعني 
أفعى وماأفعى
وإتفاق وماإتفاق


اخذ معه سيف وقرر قتل الأفعى
ليخلوا له البئر


لما وصل البئر نادى على الأفعى
أنه حامل رسالة من والده
 وطلب منها الخروج لكي يؤدي الرسالة


فكرت الأفعى جيدا
قالت : شباب هذا الزمن
يجــب أن نحترس منهم


لم تخرج رأسها
بل أخرجت ذيلها !

حتى إذا حصل لها مكروه
 يشمل الذيل فحسب


وفعـــــــــلا !


مجرد ماأخرجت الذيل
 ضربها الولد بسيفه ضربة قوية جدا
ظانَّا أنه قتلها


فألتفت عليه ولدغته لدغة
أردته قتيلا من ساعته

وصل الخبر للأب المسكين
حمل ابنه وانصرف



تملكه الحزن
وصارت المصيبة مصيبتان


فقد الولد
وحرمان الرزق


قرر مباشرة العمل
 ونسيان الماضي


ولما وصل إلى البئر



سلم على الأفعى
وطلب العودة إلى الإتفاق السابق
واعتذر عن فعلة ابنه
وطلب منها نسيان ماحدث


رفضت الافعى قائلة له :





لا يارجل ! مستحيل !!
لا يمكن ابدا
بعــــــــــد الذي حدث


لا أنت تستطيع نسيان ابنك
ولا أنا أستطيع نسيان ذيلي

سوف تبقى الأحقاد
 مدفونة تحت الرماد


امعن الرجل النظر في كلامها
رآه عين الواقع

 جر أذياله ورجع خائبا





الرجل والأفعـــى
قصة تجـسد مع

 فن التـعـايش السلمي
والمعـايشـة


المعاني والقيم
والآداب الآتيــة


* على الجيل الصاعد
إحترام قيم وآدآب الأسلاف
وطريقة تعاملهم بالحياة



* إحترام الإتفاق
 والوفاء بالعهد
والإلتزام بالميثاق


من المهم
أن لا نكسر قلوب الآخرين
لأسباب سطحية بسيطة ومطامع وضيعة

القلب إن انكسر
 صعب إصلاحه

وتبقى الضغائن والاحقاد
دددفـــــينة

آخر الدروس والعـِبر
والأهــــــــم



أن نعتبر بأحداث الماضي
لئلا نقع في نفس المطب
 في الحاضر والمستقبل


إنتهى الأمر
وتم التنسيق والنقل


اجتنبوا السهر


صباحكم وفاء
صباح الخـير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.