الاثنين، 18 مارس 2013

قصة فارقة ( قصة أطفال مترجمة ! ) وقفة تربوية


حالة مستعصية من الخطوط المقلمة





قصة مترجمة 
للكاتب الأمريكي ديفيد شانون

الفئة العمرية : 4-8 سنوات

الحقوق محفوظة لأهلها ومن يسرها
أطيب المنى


كاميلا كريم تحب حبوب الفاصولياء
لكنها لم تأكلها مطلقا !

فكل أصدقائها يكرهون حبوب الفاصولياء 
و قد أرادت أن تتشبه بهم.

كانت كاميلا مهتمة دائما 
بما يعتقده الآخرون عنها.

اليوم 
كانت أكثر قلقا من المعتاد !

إنه أول أيام العام الدراسي الجديد
و لم تستطع أن تقرر ماذا سترتدي
فهناك الكثير من الزملاء الذين تحرص على إثارة إعجابهم.

جربت اثنين و أربعين زيا و لم تجد أيا منها مناسبا. 
عندما وضعت فستانها الأحمر الجميل 
نظرت إلى نفسها في المرآة ثم صرخت !

جاءت أمها مسرعة إلى الغرفة و صرخت هي الأخرى 
" يا إلهي ! أنت مخططة ".

كان ذلك مؤكدا
فقد أضحت كاميلا مغطاة بالخطوط من رأسها حتى قدميها 
و بدت ملونة كقوس قزح !


مسدت أمها جبينها و سألتها 
هل تشعرين بوعكة ؟"

أجابتها كاميلا 
أنا بخير، لكن انظري إلي".

اذهبي إلى سريرك فورا 
أمرتها أمها 
فلن تذهبي اليوم إلى المدرسة. "


تنفست كاميلا الصعداء
رغم أنها لا تحب أن تتغيب عن مدرستها
لكنها خافت مما سيقوله الزملاء

و لم تكن لديها أية فكرة 
عن الزي الملائم لهذه الخطوط العجيبة.

حضر الطبيب (بمبل) بعد الظهر لفحص كاميلا .
حالة استثنائية " 
فسر قائلا 
لم أر ما يشبهها من قبل ! "

ثم سألها
هل تشتكين من سعال، عطاس، أوجاع، آلام 
هبات ساخنة، دوخان، رجفة، خلجات لا إرادية ؟ "

" لا أشعر أني بخير"
أجابت كاميلا.

التفت الطبيب (بمبل) إلى أمها و خاطبها 
حسنا، لا أجد سببا يمنعها من الذهاب إلى المدرسة غدا
هذا المرهم سيساعدها على التخلص 
من هذه الخطوط في غضون أيام.

و إن لم تنجل خطوطها، هاتفيني ."


اليوم الثاني كان كارثيا 
ضحك الأولاد كلهم من منظر كاميلا 
و لقبوها بكاميلا ألوان الشمع و بحلوى المصاص.

حاولت جهدها أن تتصرف و كأن كل شيء يبدو عاديا 
لكن ما إن أنشد الفصل نشيد العلم 
حتى تغير لون خطوطها إلى ألوان العلم !
و انتشرعلى جسدها طفح جلدي على شكل نجوم صغيرة !؟

انبهر الأطفال من منظر كاميلا 
و اعتقد بعضهم أن هذا كان رائعا

هتف أحدهم 
أريدها مرقطة ببقع بنفسجية " 
و سرعان ما تغير لون كاميلا إلى بقع بنفسجية !

تعالت هتافات الأولاد بأشكال و ألوان مختلفة
و أخذ جلد كاميلا يتغير و يتقلب سريعا 
كما تتقلب قنوات التلفاز.



في ذلك المساء ،
هاتف مدير المدرسة السيد هارمز والد كاميلا ،

آسف سيد كريم 
لن أسمح لكاميلا بالحضور إلى المدرسة
فقد صارت ملفتة جدا و وجودها يثير فوضى بين الأولاد

كما أنني تلقيت مكالمات عديدة من الأهالي 
أبدوا فيها خوفهم من عدوى هذه الخطوط 
و خطر انتقالها إلى أبنائهم . "


شعرت كاميلا بحرج شديد . 
قبل يومين كان الجميع يحبها 
أما الآن فلا أحد يريد أن يجتمع بها في غرفه واحدة .

حاول والدها أن يطيب خاطرها 
سألها " هل تريدين مني أن أجلب لك أي شيء يا حبيبتي؟ ".

لا " أجابت كاميلا . 
لكنها في حقيقة الأمر كانت تتمنى أن تأكل
صحنا مليئا بحبوب الفاصولياء

إلا أنها شعرت بأنها 
قد نالت من السخرية ما يكفيها في يوم واحد.

أوه، حسنا ، حسنا " 
قال الطبيب (بمبل) للسيد كريم على الهاتف 
" من الأفضل أن أحضر معي المختصين ! "

بعـــــد ساعة
حضر الطبيب (بمبل) و معه مجموعة من الأطباء
بمعاطف بيضاء .

عرفهم بعائلة كريم 
هذا الطبيب ( جراب ) ، (سبونج)، ( كريكيت) ، (يونغ). "
قام الأطباء بفحص كاميلا 
و قرع مفاصلها و دغدغتها 
لم يكن الأمر مريحا.

أجمعوا على أن الخطوط
لا تبدو كالنكاف ، أو الحصبة ، أو الجدري
أو الحروق الناتجة عن التعرض للشمس.

ناولها كل منهم زجاجة دواء 
و طلبوا منها أن تتناول الحبوب الملونة قبل النوم ،
ثم انصرفوا جميعا.


تناولت كاميلا حبوب الدواء الملونة 
و حين استيقظت في الصباح شعرت بأنها مختلفة.

عندما ارتدت ملابسها لاحظت أنها ضاقت عليها
و حين نظرت في المرآة وجدت حبة دواء عملاقة و ملونة
تحدق بها و تحمل تقاسيم وجهها !


هرع الطبيب (بمبل) إلى منزل عائلة كريم
بعد مكالمة تليفونية مع السيدة كريم
و في هذه المرة أحضر معه الخبراء !!


حضر د.چورد و السيد ميلون،
أعظم عالمين على وجه الأرض.

مرة أخرى 
قاما بفحصها و وخزها .

كتبا كثيرا من الأرقام 
ثم قال د.چورد ، " يبدو أنه فيروس " .

ظهرت كرات فيروسية على جلد كاميلا
سريعا.

علق السيد ميلون ، " ربما بكتيريا " 
و بسرعة ظهرت أذناب بكتيرية من جلد كاميلا.


ربما فطر "
علق د..چورد و ما إن أنهى جملته
حتى ظهرت طفح فطرية.

نظر كل منهما إلى الآخر ثم نظرا إلى كاميلا 
و قالا:
إنهما بحاجة لإجراء المزيد من الدراسات و الأرقام 
سنهاتفكم إن خرجنا بنتيجة. "


انصرف الخبراء
وهم يجهلون علة كاميلا.

ذاع صيت كاميلا
و تحدثت عنها أجهزة الإعلام و التلفزة و الجرائد 
و صارت الفتاة ذات المظهر الغريب
محط أنظار الجميع.


احتار أهل كاميلا في علتها 
و لم يبق سيكولوجي، خبير تغذية، طبيب حساسية 
طبيب أورام، طبيب باطني ، خبير أعشاب 
و حتى طبيب بيطري إلا و أقر بصعوبة علتها

و صار من الصعب تمييز شكل كاميلا
بعد ما حدث لها من تغيرات.

فقد صار لها 
جذور ، أغصان، ريش، و ذنب !!!

في يوم ما 
ادعت امرأة تطلق على نفسها لقب (معالجة بيئية ) 
قدرتها على علاج كاميلا.


خاطبتها " أغلقي عينيك، خذي نفسا عميقا ،
توحدي مع حجرتك ! "


"أتمنى لو أنها لم تقل ذلك. 
امتعضت كاميلا !

فجــــــأة
بدأت كاميلا بالانصهار و التوحد مع جدران الغرفة 
صارت عيناها صورتين، و أصبح فمها سريرا 
و أنفها خزانة ملابس.

فزعت المعالجة حين رأت ذلك
و هربت من المنزل.

بكت أم كاميلا و قالت :

ماذا سنفعل ، حالها يتحول من سيء إلى أسوأ. " 
و أخذت تنتحب.


لكن طرقا على الباب 
استرعى انتباه السيد كريم

و عندما فتحه
وجد عجوزا طيبة.

قالت العجوز بلطف 
"اسمحا لي ، أعتقد أني أستطيع المساعدة. "


حين دخلت العجوز إلى غرفة كاميلا 
قالت " يا إلهي 
إنها حالة سيئة من الخطوط ، إنها أسوأ حالة رأيتها ."


ثم أخرجت إناء يحتوي حبوب الفاصولياء
و أشارت إليه " هذا ما تحتاجه. "

سألت السيدة كريم 
هل هذه حبوب فاصولياء سحرية ؟ "

طبعا لا .
لا توجد فاصولياء سحرية. إنها حبوب فاصولياء عادية."
أجابت العجوز.


ثم خاطبت كاميلا
هيا تناولي بعضا منها. "


كانت كاميلا تتوق إلى صحن مليء بحبات الفاصولياء
إلا أنها لم ترد أن تقر بذلك أبدا .

أجابت كاميلا ، " يـــخ لا أريد.
لا أحد يحب حبوب الفاصولياء 
و خصوصا أنا ! "

أوه ، يا عزيزتي ! "
قالت العجوز 
اعتقدت خطأ أنها يمكن أن تساعدك ."

تناولت العجوز حبوبها 
و همت بالمغادرة.

أخذت كاميلا تراقب العجوز و هي تغادر 
ثم تدبرت الأمر في نفسها

فماذا سيحدث لها أسوأ مما حدث 
ما هي فيه الآن أسوأ بكثير.


نادت كاميلا العجوز قائلة :
" أنا أحب حبوب الفاصولياء 
أريد أن آكلها لا تغادري أرجوك.. "

حين تناولت كاميلا حبوب الفاصولياء
حدث شيء غريب

بدأت الأغصان بالاختفاء 
و لم يبق ريش أو ذيل أو نتوءات

ثم تبدلت أحوال الغرفة 
و عادت ملامح كاميلا تظهر من جديد.

ربتت العجوز على رأس كاميلا و قالت :
إنها عثرت على فتاة جديدة في أعماقها.


عادت كاميلا كما كانت إلى المدرسة
لكنها كانت مختلفة تماما .

لم تهتم لما يقوله البقية عنها 
و رغم أن بعضهم نعتها بأنها غريبة الأطوار 
إلا أنها استمرت في أكل حبوب الفاصولياء التي تحبها
و بالمقدار الذي تريده

و من يومهــــــــــا
لم تعاودها تلك الخطوط ثانية .


تمّ بفضل الله
وانتهــــــــــــــــــــــى


مع كل قصة .. مترجمة أو من البيئة
أو حتى من انشاءكم أنتم

أبحثـــــــوا عن
مايستـفـــاد من القصـة




أي ( سلوك ) حميد تريدون أن تـثـبـّتـوه وتــُثبتـوه
وأي ( سلوك ) خاطىء تريدون أن تعدلوه وتصرفوا ذهن الطفل عنه

ذا أساس الأمر
وهنا مربط الفرس

ولعلكم - إن قرأتم - جيدا ستجدون هنا
أن الفائدة المجنية من القصة المروية

أن لا نعير اهتماما لكلام وآراء الناس
على حساب أنفسنا ومايسعدنا نحن
بنسبة طبــعا .. وفي بعـــض موطن

موفقين
وألهمكم ربي الأفضل دائما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.