الجمعة، 17 أغسطس 2012

قصص فارقة ( 29 ) طفلي المعاق - قصة أجنبية



يقول راوي القصة
وهو والد طفل معاق  :
مررت أنا وابني بملعب
حيث كان عدد من الأولاد الذين يعرفون ابني
 يلعبون لعبة البيسبول



ولمثلي ممن لا يعلمون عن هذه اللعبة
 فأعلى درجة من النقاط
 يتم تحقيقها بمرور اللاعب على
 أربع نقاط حول الملعب
راجعاً للنقطة الأم التي بدأ منها

سألني ابني

 "هل تعتقد
أنهم سوف يسمحون لي باللعب؟ "


كنت أعلم
أن أغلب الأولاد لن يرغبوا في وجود
 شخص معاق مثل ابني في فريقهم.

 ولكني كأب
 كنت أعلم أنه إن سمحوا لابني باللعب
 فإن ذلك سوف يمنحه
 الإحساس بالانتماء وبعض الثقة
في أن الأولاد الآخرين يتقبلوه رغم إعاقته

إقتربت متردداً
من أحد الأولاد في الملعب
وسألته - ولم أكن اتوقع منه الكثير -





إن كان يمكن لابني أن يلعب معهم.
ودار الولد ببصره
ثم قال :

نحن نخسر بستة جولات
 واللعبة في دورتها الثامنة
 أعتقد أننا يمكن أن ندخله في الدورة التاسعة ونعطيه المضرب



وتهادى ابني  بمشيته المعوقة
 إلى دكة الفريق
ولبس فانلة الفريق بإبتسامة واسعة على وجهه

وراقبته بدمعة فرح رقيقة
 والشعور بالدفء يملأ قلبي

 ورأى الأولاد مدى فرحي بقبولهم لإبني

وتحسن وضع فريق ابني
 خلال الجولة الثامنة
 ولكن بقي الخصم متفوقاً عليهم
 بثلاثة جولات



ومع بدء الجولة التاسعة
اعطوا ابني قفازاً ولعب في أيمن الملعب


 ورغم أن الكرة لم تأت عنده
إلا أن سعادته وحماسه كانا واضحين
 لمجرد وجوده باللعبة

واتسعت ابتسامته لأقصى حد
وأنا ألوّح له من وسط المشجعين.



وأحرز فريق ابني
 نقاط إضافية
وتقلص الفارق إلى نقطتين
 مما جعل الفوز ممكنًا



وكان الدور على ابني
 ليمسك بالمضرب

 فهل تتوقعوا أن يعطوه المضرب
ويضيعوا فرصتهم في الفوز؟



لدهشتي أعطوه المضرب !

 رغم أن الكل يعرفون
 أنه من المستحيل
أن يحرز نقاط الفوز

حيث أنه لا يمكنه
حتى أن يمسك المضرب بصورة سليمة
 ويكاد يستحيل عليه ضرب الكرة
 بصورة متقنة


ولكن مع تقدمه لدائرة اللعب
 وإدراك لاعب الخصم أن فريق ابني
يضحي بالفوز لهدف أسمى

وهــــــــــــو

 إسعاد وإثراء حياة ابني بهذه اللحظة
 التي لا تتكرر


قدم مفاجأة أكبر
فتقدم عدة خطوات وألقى الكرة برفق لإبني
 حتى يتمكن على الأقل
من لمسها بمضربه



وحاول ابني ضرب الكرة
 ولكنه لحركته المعاقة فشل

وخطا مدافع الخصم خطوات إضافية
مقترباً من ابني
ورمى الكرة برفق بالغ نحو ابني

وضرب ابني الكرة بضعف
وردها لخصمه الذي تلقفها بسهولة

وتوقعنا
 أن هذه نهاية المباراة !


وتلقف المدافع من الفريق الخصم
الكرة بطيئة الحركة
وكان يمكنه أن يمررها لزميله في النقطة الأولى

وكان ذلك سيجعل ابني
يخرج من المباراة التي تنتهي بهزيمة فريقه

وبدلاً من ذلك
رمى المدافع الكرة فوق رأس زميله
بعيداً عما يمكن أن يطوله
أي من أعضاء فريقه



وبدأ الكل يصيح مشجعاً
من مشجعي الفريقين ومن لاعبي الفريقين :

 اجرِ يا ـــــــــــــ
اجر إلى النقطة الأولى



وكانت هذه أبعد مسافة يجريها ابني
 واستطاع بصعوبة أن يصل للنقطة الأولى


وترنح في طريقه على خط الملعب
 وعيناه واسعتين حماساً وارتباكاً

وصرخ كل من كان في الملعب
 اجري إلى النقطة الثانية

ووصل ابني إلى النقطة الثانية
لأن لاعب الخصم بدلاً من أن يعوقه
 كان يعدل اتجاهه بحيث يصل للنقطة الثانية
 وهو يشجعه اجرِ يا ـــــــــ
 للنقطة الثانية



وكان الجميع يصرخون
اجرِ اجرِ يابطل

 جرى وجرى حتى النقطة الثالثة
والتقط ابني أنفاسه

جرى بطريقته المرتبكة نحوها
 ووجهه يشع بالأمل
 أن يواصل طريقه حتى يحقق لفريقه النقطة الكبرى



وحين اقترب ابني من النقطة الثالثة
كانت الكرة مع أحد لاعبي الخصم
 وكان أصغر عضو في الفريق


لديه الآن في مواجهة ابني
الفرصة الأولى السهلة
 ليكون بطل فريقه بسهولة

ويلقي بالكرة لزميله
 ولكنه فهم نوايا زميله المدافع
 فقام بدوره بإلقاء الكرة عالياً بحيث تخطت زميله المدافع عن النقطة الثالثة

وجرى ابني نحو النقطة الثالثة
وهو يترنح في حين أحاطه الآخرين
راسمين له الطريق إلى نقطة الفوز



وكان الجميع يصرخون
 اجرِ اجرِ يابطل
حتى النهاية

وبعد أن تخطي الثالثة
وقف المتفرجون حماساً

وطالبوه بأن يجري للنقطة الرابعة
 التي بدأ منها!
وجرى ابني حتى النقطة الرابعة
 التي بدأ منها
وداس على الموقع المحدد وحياه كل الحضور
بإعتباره البطل
الذي أحرز النقطة الكبرى وفاز لفريقه بالمباراة




في ذلك اليوم ..
 أضاف الأب والدموع تنساب على وجنتيه
ساعد الفتيان من كلا الفريقين في إضافة قبسة نور من الحب الصادق والإنسانية
 إلى هذا العالم.

ولم يرَ ابني الصيف التالي



 حيث وافاه الأجل في ذلك الشتاء
ولكن لم ينسَ حتى آخر يوم في حياته
أنه كان بطل المباراة
مما ملأني بالفرح




أعدت تقديم ونشر القصة
التي كانت فقرة من فقرات
مسابقة ما .. في منتدى ما

وكان
السؤال الأصعب فيها وعنها

كيف يمكن أن نغرس في أطفالنا
هذه الإنسانية
وهذا القبس من النور والحب والإنسانية





بدلاً من برودة موجعة لايشعر بها سوى
 أهل هؤلاء الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة !


أترك الإجابة لكم
وبينكم وبين ضمائركم

علنّا نراها
 أفعالا بيضاء بعيدة عن الأثرة والأنانية
مغروسة في صدور وسلوك ابنائكم
وقناعة وطيبة تحيون بها


أهديكم قصة أخرى مشابهة حلوة
إنسانية الوقع

ولاحظوا .. أنها أجنبية الطابع ايضًا
يامن دينكم الإسلام وخلقكم القرآن


ثم أترككم في رعاية الله
مع هذا الدفق




في وقت مضى
 كان هناك تسعة متسابقين في أولمبياد سياتل

وكان كل المتسابقون
معوقون جسديًا أو عقليًا

وقفوا جميعًا على خط البداية
 لسباق مئة متر ركض.
وانطلق مسدس بداية السباق


لم يستطع الكل الركض
 ولكن كلهم أحبوا المشاركة فيه

وأثناء الركض
 انزلق احد المشاركين من الذكور
 وتعرض لشقلبات متتالية

 قبل أن يبدأ
بالبكاء على المضمار.

سمعه الثمانية الآخرون وهو يبكي.
فابطأوا من ركضهم

وبدأوا ينظرون إلى الوراء نحوه.
وتوقفوا عن الركض وعادوا إليه .



عادوا كلهم
جميعا إليه !


جلست بجانبه فتاة ( داون )
 وضمته نحوها وسألته:

 أتشعر الآن بتحسن؟


ثم نهض الجميع
ومشوا جنبا إلى جنب
كلهم
إلى خط النهاية معا.


قامت الجماهير الموجودة
وهللت وصفقت لهم
ودام هذا التهليل والتصفيق
 طــــــويلاً طــــويلا






ثمة إضافة عميقة هنا
ولعل فيها ! 
بعض إجابة على السؤال أعلاه

 " الحياة أكثر بكثير
من مجرد أن نحقق الفوز لأنفسنا


الأمر الأكثر أهمية في هذه الحياة
هـــــــــــــــــــو
 أن نساعد الآخرين على النجاح والفوز


حتى إن كان هذا معناه
أن نبطئ وننظر إلى الخلف
ونغير اتجاه سباقنا نحن

عند الله
لايضيع الأجر



عند الله
لايضيع الأجر



الشمعة لا تخسر شيئا
إذا ما تم إستخدامها
 لإشعال شمعة أخرى "

يظل أمر
وحقيقة ثابتة لا تتغير

( المجتمعات تُقاس بمدى آدمية ورقي
طريقة معاملتها للأقل حظًا من ابنائها )





قدمتها لكم
 منـــــــــــال محـمـــــــد
كل الحب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.