الاثنين، 13 أغسطس 2012

قصص فارقة ( 27 ) من الأدب الفرنسي باتريك وصوفي

كانت هناك شابة جميلة تدعى صوفي
ورسام صغير يدعى باتريك 



وكان باتريك يملك موهبة كبيرة في الرسم
بحيث توقع له الجميع مستقبلا مشرقا
ونصحوه بالذهاب إلى باريس.



وحين بلغ العشرين تزوج من صوفي
وقررا الذهاب سويا إلى عاصمة النور
كان طموحهما واضحا منذ البداية



حيث سيصبح (هو) رساما عظيما
وكانت (هي) تطمح لأن تكون كاتبة مغمورة.



وفي باريس
سكنا في شقة جميلة وبدأ يحققان أهدافهما
بمرور الأيام



وفي الحي الذي سكنا فيه
تعرفت صوفي على سيدة ثرية لطيفة المعشر.


وذات يوم طلبت منها
إستعارة عقد لؤلؤ غالي الثمن
لحضور زفاف في بلدتها القديمة.


ووافقت السيدة الثرية !
وأعطتها العقد وهي توصيها بالمحافظة عليه.



ولكن صوفي اكتشفت ضياع العقد
بعد عودتهما للشقة



فأخذت تجهش بالبكاء
فيما انهار باتريك من أثر الصدمة



وبعد مراجعة كافة الخيارات
قررا شراء عقد جديد للسيدة الثرية
يملك نفس الشكل والمواصفات.




ولتحقيق هذا الهدف
باعا كل مايملكان
واستدانا مبلغا كبيرا بفوائد فاحشة .





وبســــــــــــرعة
اشتريا عقدا مطابقا وأعاداه للسيدة
التي لم تشك مطلقا في أنه عقدها القديم.


غير أن الدين كان كبيرا
والفوائد تتضاعف باستمرار


فتركا شقتهما الجميلة
وانتقلا إلى غرفة حقيرة في حي قذر..

ولتسديد ماعليهما تخلت صوفي عن حلمها القديم
وبدأت تعمل خادمة في البيوت.


أما باتريك فترك الرسم
وبدأ يشتغل حمالا في الميناء


وظلا على هذه الحال
خمــ 25 ــسة وعشرين عامًا


ماتت فيها الاحلام وضاع فيها الشباب
وتلاشى فيها الطموح 


وذات يوم
ذهبت صوفي لشراء بعض الخضروات لسيدتها الجديدة


وبالصــــــدفة
شاهدت جارتها القديمة فدار بينهما الحوار التالي:



- عفواً هل انت صوفي؟


-  من المدهش أن تعرفيني
بعد كل هذه السنين!!


-  يا إلهي تبدين في حالة مزرية
ماذا حدث لك ؟!
لماذا اختفيتما فجأة !


- أتذكرين ياسيدتي العقد الذي استعرته منك!؟
لقد ضاع مني
فأشترينا لك عقدا جديدا بقرض ربوي
مازلنا نسدد قيمته حتى هذهِ اللحظة



-  يا إلــــــــــهـي
لماذا لم تخبريني يا عزيزتي ؟


لقد كان عقدا مقلدا
لا يساوي خمسه فرنكات!!!





خلاصة تلك القصة
والعمر الذي أُهـدِر
أعيد تأكيده هنا في بضعة أسطر




 




أن .. لا تضيّع حياتك بسبب
حماقة غير مؤكدة
وخوف غير مبرر


عندما نهرب من المواجهة
نهرب من راحات كــُثر




أهمها .. راحة البال والضمير
وراحة الفكر والبدن ايضًا




جميل أن نخجل من أسود الفعل
والأجمل أن نتحمل تبعاته ونكفر عنه بالطرق الأقصر



لايمحى الذنب
بذنب أكبر ابدا

رزقكم ربي القناعة
وأنس الطاعة
منال محمد




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.